جرّد النظام السياسي ونظام الرعاية الصحية الهش في سوريا الملايين من احتياجاتهم الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء والمأوى وخدمات الرعاية الصحية. ومنذ عام 2014 ، كانت آليات الأمم المتحدة للمساعدات عبر الحدود ضرورية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية. تم إدخال آليات المساعدات عبر الحدود بعد أن منعت دمشق مراراً المساعدات عن المناطق المحاصرة من قبل ميليشياتها وفشلت في إيصال المساعدات إلى المناطق الجغرافية الخارجة عن سيطرتها، بل بالأحرى وزعت الحكومة السورية المساعدات على أساس الولاء لها. وبسبب فشل آلية المساعدات عبر خطوط التماس مراراً وتكراراً، أصبحت آلية المساعدات عبر الحدود ضرورية بالنسبة للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى لنقل المساعدات من البلدان المجاورة وتنسيق البرامج التي تدعم البنية التحتية في شمال غرب سوريا

في البداية ، كانت هناك أربعة معابر حدودية: معبر الرمثا في الجنوب السوري على الحدود السورية الأردنية (وهو مغلق منذ كانون الثاني 2020) ، ومعبر اليعربية في الشمال الشرقي من سوريا على الحدود السورية العراقية (وهو مغلق منذ كانون الثاني 2020)، ومعبر باب السلام في الشمال الغربي من سوريا على الحدود السورية التركية (وهو مغلق منذ تموز 2020) ومعبر باب الهوى في الشمال الغربي أيضاً من سوريا على الحدود السورية التركية. إنّ معبر باب الهوى هو آخر معبر حدودي مفتوح متبقي يسمح بإيصال المساعدات الأساسية والبرامج لأكثر من 4 ملايين شخص في شمال غرب سوريا، معظمهم من النازحين. 80 ٪ من النازحين في المنطقة هم من النساء والأطفال. ووفقاً لتقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، فإنّ هناك 4.1 مليون شخص محتاج ، وما يقرب 2 مليون شخص يعيشون في الخيام، و 3.1 مليون يعانون من انعدام الأمن الغذائي في شمال غرب سوريا

حتى 12 تموز 2022، كان قرار مجلس الأمن 2642 والذي يحمي معبر باب الهوى الحدودي تحت رحمة التجديد السنوي. حيث أنه بعد استخدام حق النقض (الفيتو) من روسيا، تم السماح بتمديد التجديد لمدة 6 أشهر فقط مع اشتراط التصويت اللاحق للتجديد لمدة ستة أشهر إضافية. ولكي يتم تمرير ذلك، يجب إصدار قرار جديد بناءً على تقرير الأمين العام للأمم المتحدة في موعد لا يتجاوز 10 كانون الأول 2022. وسنناقش في هذه الدراسة الموجزة عواقب هذه القرارات على الصحة العامة

VIEW THE FULL REPORT